Tuesday, May 26, 2009

على بعد خلد و نصف


قصيدة للشاعر الموهوب عبد الرحمن يوسف

على بُعْـدِ صُبـْـح ٍ و نـِصْـفٍ مِنَ الليـل ِكـَانَ يَقـُـودُ الحَيَـارى ...
يَسيـرُ بخـَطٍّ شـَديـدِ الوُضُـوح ِ كـَقـَوس ِ الكـَمـَـانْ ...!
فـيَـسْـري ( كـَصَـوْتِ الـكـَمـَـان ِ) تـَخـَطـَّـى الجـِـدَارَ ...
يـُصَـوِّرُ للثـَّائِـريـــنَ – كـَمَا يَـفـْعـَـلُ الأنـْبـِيـَـاءُ – الجـِنـَـانْ ...
فـَيَـظـْهـَـرُ كالبـَـدْر ِ للثـَّائِـريـــنَ بحيــن ٍ 
و حينـــًا يـَغِـيــبُ كـَبـَـدْر ٍ وَرَاءَ الغـُيـُـوم ِ تـَــوَارى ...
و تـَبـْسِــمُ في الـوَجـْــهِ غـَمَّـازَتـَـــانْ ...
فـَيَـنـْطـَلـِــقُ الخـَـوْفُ نـَحـْـوَ الأمـَــانْ ...
على بُعْـدِ قـَبـْـر ٍ و نـِصْـفٍ مِنَ الـمَـوْت ِ كـَانَ يـَعِـيــشُ "جِـفـَـــارا" ...!

* * *

يـُوَقـِّـعُ للثـَّائِـريـــنَ الـذيـــنَ أحَـبـُّــوهُ وَصـْــلَ أمَـانـَـــة ْ ...
و بـَعـْــضُ ( الـرِّفـَـاق ِ) يـُوَقـِّــعُ للقـَصْــر ِ وَصْــلَ الخِـيـَانـَــة ْ ...!
"جـِفـَــارا" ... نـَحِـيـــفٌ و لا يـَشـْتـَكِــي 
و يـُوَاجـِـهُ مـَـنْ يـَشْـتـَكـُــونَ الـبـَدَانـَــة ْ ...
تـَألـَّــمَ مـِـنْ كـُـلِّ صـَفـْعـَـةِ ظـُلـْـم ٍِ عـَلى وَجـْـهِ مـُسْـتـَضْـعـَـفٍ 
فـَتـَعَــدَّى حُـدُودَ المَـكـَـان ِ و حـَـازَ المَكـَانـَــة ْ ...
و بَـعْــضُ الـرِّجـَــال ِبمَحْكـَمـَـةِ الـدَّهْــر ِ يـَبْــدو دَليــلَ الإدَانـَــة ْ ...
و بَـعْــضُ الـرِّجـَــال ِ لجـِنـْـس ِ الـرِّجـَــال ِ إهـَانـَــة ْ ...
على بُعْـدِ صَـبـْـر ٍ و نـِصْـفٍ مِنَ الـيـَأس ِ كـَانَ يـُقِـيــمُ "جـِفـَــارا" ...!

* * *

تـَوَاضـَـعَ بـَيـْــنَ الـجـُنـُــودِ الـمُحِـبـِّيــنَ في الـمَـلحَـمَــة ْ ...
تـَكـَبـَّـــرَ فـَــوْقَ الـنـَّيـاشـيـــن ِ و الأوْسِـمـَــة ْ ...
تـَقــَـدَّمَ مِـثـْــلَ الـشـِّهـَــابِ يـُضِــىءُ لـبـِضـْـع ِ ثــَـوان ٍ لـيـَخـْتـَــرقَ الـمـَــوْتَ 
لـيـْــسَ يـُبـَالـــي
فـَكـُـلُّ الحَيـَـاةِ لـَدَيـْــهِ تـَهـُــونُ لـيـَـرْفـَــعَ مِــنْ فـَـوْق ِ مَـنْ قـَـدْ أضَــاؤوا بـِــهِ مـَظـلـَمَــة ْ ...
تـَحَــوَّلَ فِـعـْـلا ً مِــنَ العـَــدْل ِ
في زَمـَــن ٍ سَـجـَــنَ العـَــدْلَ في مَكـْلـَمـَــة ْ ...
لـذلــكَ كـَـانَ حَـريـّــًا بـِسَـيـْــفِ الـتـَّخـَابـُــر ِأنْ يـُعـْدِمـَـهْ ...
بـِلا مَحْـكـَمـَــة ْ ...!
على بُعْـدِ غـَـدْر ٍ و نـِصْـفٍ مِنَ المَـجْــدِ كـَانَ طـَريـــقُ "جـِفـَــارا" ...!

* * *

على بُعْـدِ ربـْـــو ٍ و نـِصْـفٍ مِنَ الـنـَّـزْفِ كـَانَ شـَهِـيـــقُ "جـِفـَــارا" ...!
على بُعْـدِ عِـطـْـر ٍ ونـِصْـفٍ مِنَ الـمُـنـْتِـنِـيـنَ بكـُلِّ الـقـُصُـور ِ يـَفـُـوحُ "جـِفـَــارا" ...!
يـَسِـيــرُ على بـُعـْـدِ قـَصْــفٍ و نـِصْــفٍ مِــنَ الـسِّـلـْــم ِ
مِـثـْــلَ الأنـَامِــل ِ فـَـوْقَ الـبـيـانـُــو تـُجـِيـــدُ اخـْتِـيـَــارا ...
يـَطِـيــرُ على بـُعـْـدِ نـَسـْــر ٍ و نـِصْــفٍٍ مـِـنَ الأرْض ِ
لا يـَسْـتـَجـيـــبُ لأيِّ قـَوَانِـيــن ِ جـَـذبٍ إلى الـوَحـْـل ِ
لا يـَسْـتـَجـيـــبُ إلى ( واقِعِـيـَّـةِ ) مـَـنْ واقـَعـُــوا قـَوْمَـهـُــمْ
(واقِعِـيـَّـةِ ) مَـنْ وَقـَّعـُـوا خِـزْيـَهـُـمْ في الـقـُصـُــور ِ جـِهـَــارا ...
يَلـُـوحُ على بـُعـْـــدِ نـَجـْــم ٍ و نـِصـْـفٍ مِــنَ المُـمْـكِـنـَــاتِ
يـُمَـهـِّــدُ للثـَّائِـريـــنَ المَــدَارَ ...
يـَصِـيــحُ على بـُعـْـدِ صَـوْتٍ و نـِصْــفٍ مِـنَ الـصَّـمـْــتِ 
كـَـيْ يـَتـَحَــوَّلَ كـُـلُّ الـقـُنـُـوطِ اصْـطِـبـَـارا ...
يـُضِــىءُ على بـُعْــدِ بـَـرْق ٍ و نـِصـْـفٍ مِــنَ الـرَّعـْــدِ 
كـَيْ يـَسْـتـَحِـيـــلَ الـظـَّــلامُ – و لـَو لـَحْـظـَـة ً – في الليالـي نـَهـَــارا ...
على بـُعـْــدِ خـُلــْـــدٍ و نـِـصـْـــفٍ مـِـــنَ الـمـَــوْتِ ...
سـَـــوْفَ يـَظـَـــلُّ يـَعِـيــــشُ "جـِفـَـــارَا" ...!

No comments:

Post a Comment